بسم الله الرحمن الرحيم
كيف نحاور أبناءنا
الحمد لله وحده تفرد بالوحدانية , لم يكن له شريك في الملك ولم يتخذ صاحبة ولا ولد واصلي واسلم على النبي الأمي , الذي اختصه الله بالرسالة وحمله الأمانة وبالخلق العظيم زين قلبه ولسانه فكان كما قال عنه ربه : ( وانك لعلى خلق عظيم ) وكان كما قال عن نفسه أدبني ربي فأحسن تأديبي) . وكان كما قالت عنه أمنا عائشة رضي الله عنها حينما سئلت عنه صلى الله عليه وسلم فقالت : كان قرآنا يمشي.
أبناءنا فلذات أكبادنا و قلوبنا , أزهار على الأرض تمشي , تتوقف القلوب والعقول لما يصابون بمكروب , هل فكرنا في كيفية حوارهم كما أمر الإسلام و بينه القران من خلال ما قص علينا من قصة سيدنا يوسف و سيدنا إبراهيم وسيدنا شعيب عليهم السلام . إن المتمعن في قصة سيدنا يوسف علية السلام يرى المثال الحي , و آية رائعة الجمال من آيات الحوار ولما لا وعليه لمسة من الرحمن. يقول الله تعالى : (إِذْ قَالَ يُوسُفُ لِأَبِيهِ يَا أَبتِ إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَباً وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ{4} قَالَ يَا بُنَيَّ لاَ تَقْصُصْ رُؤْيَاكَ عَلَى إِخْوَتِكَ فَيَكِيدُواْ لَكَ كَيْداً إِنَّ الشَّيْطَانَ لِلإِنسَانِ عَدُوٌّ مُّبِينٌ{5} سورة يوسف.
و يقول الله تعالى في قصة سيدنا إبراهيم وابنه إسماعيل عليهما السلام ( فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانظُرْ مَاذَا تَرَى قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِن شَاء اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ{الصافات 102
ويقول الله تعالى في سورة القصص : {قَالَتْ إِحْدَاهُمَا يَا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ }القصص26 .
فهل نحن في مستوى هذا الحوار مع أبناءنا وبناتنا كما فعل أنبياء الله عليهم السلام , حتى نقطع الطريق أمام كل دخيل يريد إفساد هذا الجيل؟
اللهم أعنا على ذكرك وحسن عبادتك, اللهم احفظنا فوق الأرض واحفظنا يوم العرض ولا تشمت فينا عدوا ولا حاسدا برحمتك يارحم الراحمين . اللهم احفظ ابناءنا ويسر لهم طريق الخير اللهم امين.